كلمة بوابة الجزائر - ثورة نوفمبر المجيدة و معجزة الإيمان

كلمة بوابة الجزائر - ثورة نوفمبر المجيدة و معجزة الإيمان


نُشِر يوم 31 أكتوبر 2014


كان الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 تاريخ انطلاقِ رصاصةِ الغضب في الجزائر رفضًا للمستعمِر الفَرَنسي.  لم تكن ثورة عفوية ولم تكن ثورة تحركها القنوات الفضائية وشبكات التواصل الصهيونة ودفاتر شِيكات الأمراء.

لم تكن إعلانا للحرب من أجل الحرب أو خلق الفوضى، بل كانت ثورة لها هياكلها و منهجيتها و انضباطها. فانطلقت لتعطي دروسًا في رد الإعتبار، وكرامة النفس وعزة الإنعتاق من نير العبودية و الإستغلال. 

لقد كان الإسلام و لا يزال مقومًا أساسيًّا للمجتمع الجزائري، و كان الحاجز المنيع الذي حال دون ذوبان الهوية الجزائرية في الكيان الإستعماري لمدة زادت على 130 عاما. فكان المحرك الخفي والظاهر والطاقة الكامنة لمجاهدي جيش التحرير.

إنفجر بركان الإيمان بالله و قدرته على نصر المؤمنين المستضعفين، من قلب الجزائر، فانفجرت الثورة الشعبية في وجه المستعمر الغاشم وزلزلت الأرض من تحت أقدامه السوداء رغم عدم التكافؤ النظري للقوى والتجهيزات.

لم تستطع جيوش فرنسا العسكرية ولا الدبلوماسية ولا الدعائية ولا سياسات القمع والإغراء من النيل من عزيمة شعب صقلته المحن والتجارب فاستعصى على المستعمر اسغفاله وترويضه.  ثورة تبناها شعب فأنجبت من الأبطال ما لا تسعه مؤلفات، فمنهم من مات في ساحات الوغى ومنهم من مات تحت التعذيب ولم يبح بسر ومنهم من قُدِّم للمشنقة مبتسما ومنهم من مشى راجلا حافيا جائعا لأيام ليلتحق باجتماع أو فصيلة ومنهم من عاش ليرى جزائره حرة و لم يرجُ لجهاده أجرا إلا من خالقه.

لقد تغير الزمان اليوم وتغيرت معه الوسائل والتكنولوجيات والمسميات، وتعددت الأقنعة، ولكن المتربص الحقود واحد و لا زال حاضرا.  بل وحد صفوفه ودخل في تحالفات أشد فتكا بضعيف هذا العالم.  فتعلم من ماضيه الإمبريالي وأصبح يتحاشى المواجهات المباشرة والفاتورات المكلفة.  فألبسنا شيعا وأحزابا و أقليات يضرب بعضها رقاب بعض، وسخر أموال سفهاء الأمة وعملائها لخدمة مشاريعه التدميرية والتوسعية والإستعلائية.  فأصبحنا نسمي الخراب ربيعا، والفوضى ثورةً، واقتتال أبناء الوطن الواحد والدين الواحد حِراكا شعبيا، وسيطرة المال الأجنبي على السياسات المحلية و الأحزاب ديمقراطيةً، وضاعت الحقائق في زخرف القول و نفاق القائل.

نحن أمَّةٌ ما زال الخير فينا ينبض بدم الحياة، ويتمتَّع بمقومات الوجود، غير أنَّ وجودنا هذا اعتَراه ما يعتَرِي المعتل من ضعفٍ وانحرافٍ فور نسيان العهود و الإنشغال بجمع الثروات والإستئثار بها على حساب العدالة الإجتماعية و بناء الدولة القوية التي لا تزول بزوال الرجال، التي هي من مبادئ ثورتنا.

إذا لم يتمَّ تدارُك الموقف، و من خِلال حِرص الدُّوَلِ الصهيو - غربية على تفتيت ما يمكن تفتيته من أمتنا ومكاسبنا لبَسْطِ سيطرتهم أكثر على العالم الإسلامي، فالسِّياق التاريخي اليوم يوحي بخطر وشيك و تقسيم فسيفسائي لدولنا لا يراد لها بعده أن تقوم لها قائمة.  فأوفوا بالعهود وصونوا الأمانات واحفظوا تاريخكم الذي كتبه أسلافنا بالدم و التضحيات الجسام. 

إنَّ نداءنا من هذا المنبر الجادِّ هو قراءةٌ للأحداث قراءةً واعية، وأخذٌ للحيطة والحذر ممَّا يُحاك ضدَّ المسلمين، واليقين بضرورة توحيد الصفوف وطرح الأنانيات والخلافات جانبا وإعادة توجيه العناية إلى رتق الفتق قبل اتِّساعه، وتدارُك العلَّة قبل استِحكامها. 

 عاشت الجزائر حرة مزدهرة موحدة و عاش المسلمون في أوطانهم آمنين.

بوابة الجزائر

رؤوس أقلام، محطات الثورة الجزائرية الكبرى

رؤوس أقلام، محطات الثورة الجزائرية الكبرى


انعكاسات أحداث 8 ماي 1945:
- تأكد الحركة الوطنية من عقم النضال السياسي
- إعادة بناء الحركة الوطنية 1946
- إنشاء المنظمة الخاصة

موقف الاستعمار من التطور الحاصل في الحركة الوطنية بعد 1945:
- أمرية 1946 ( السماح بعودة النشاط السياسي و إطلاق سراح بعض المعتقلين )
- دستور 1947
- تنظيم انتخابات 1948 و تزويرها
- سياسة القمع و الاضطهاد و ملاحقة أعضاء المنظمة الخاصة

الظروف الخارجية لقيام الثورة الجزائرية - 1954:
- تأثير صراع الحرب الباردة
- نجاح الثورة المصرية
- اندلاع ثورتي تونس و المغرب
- انهزام القوات الفرنسية في الهند الصينية

استراتيجية تنفيذ الثورة:
داخليا: التعبئة الشعبية ( البيانات + الإعلام ) - هيكلة القاعدة الشعبية - دعم و مساندة الشعب - توسيع النشاط العسكري للثورة ة تقسيمه جغرافيا - تجنيد الشعب ( المظاهرات و الإضرابات )
خارجيا: إذاعة صوت الجزائر ( القاهرة ) - نقل الثورة إلى فرنسا عبر فيديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا - تفعيل النشاط الدبلوماسي - إنشاء الحكومة المؤقتة - قبول مبدأ المفاوضات - السعي لكسب التأييد الدولي

رد فعل الثورة على استراتيجية فرنسا للقضاء عليها:
- اعتماد حرب العصابات
- تفنيد ادعاءات الاستعمار
- تقسيم الجزائر ل5 مناطق ثم إلى 6 ولايات
- تنويع العمليات العسكرية في مختلف المدن
- هجومات الشمال القسنطيني
- إنشاء قيادة أركان جيش التحرير الوطني بقيادة هواري بومدين

رد فعل الاستعمار اتجاه الثورة:
عسكريا: تكثيف العمليات العسكرية - إنشاء خطي شال و موريس - فرض حالة الطوارئ 04-04-1955 - إنشاء المحتشدات و مراكز التعذيب - سياسة الارض المحروقة و تجنيد العملاء - قنابل النابالم - رفع عدد الجنود - الاستعانة بالحلف الأطلسي
سياسيا: إنشاء القوة الثالثة من العملاء - تضليل الرأي العالمي بالتعتيم الإعلامي - سلم الشجعان - الحرب النفسية و الإعلامية
اقتصاديا: سياسة المشاريع ( مثل مشروع قسنطينة )

مظاهر النجاح العسكري و الدبلوماسي للثورة بعد 1956:
عسكريا: توسيع دائرة الثورة لتشمل مختلف مناطق الوطن - البناء الهيكلي للجيش و ضبط المسؤوليات - إنشاء قيادتين للعمليات شرقية بتونس و غربية بالمغرب - تقسيم الجزائر إلى 6 ولايات عسكرية - خضوع الأجهزة العسكرية للجنة التنسيق و التنفيذ
دبلوماسيا: مواصلة عرض القضية الجزائرية في المحافل الدولية - تكثيف النشاط الإعلامي للتعريف بالثورة وفضح السياسة الاستعمارية وإثارة الرأي العام الفرنسي ضد أشكال الإبادة

الغرض من تمسك فرنسا بالصحراء:
- الحد من توسع الثورة
- استغلال الموارد
- تطوير البرنامج النووي
- مراقبة دول السهل الإفريقي
- نفوذ و فاعلية في العلاقات الدولية

مظاهر تبلور الفكر الاستقلالي:
- التأكد من عقم النضال السياسي بعد مجازر 8 ماي 1945
- رفض الدستور الخاص 1947
- إنشاء المنظمة الخاصة 1947 و تنمية الكفاح المسلح
- أزمة حركة الانتصار 1953 و التوجه نحو العمل الثوري 

أسباب أزمة حركة الانتصار للحريات الدمقراطية ودورها في تعجيل الثورة:
الأسباب: السياسة الاستعمارية - اكتشاف المنظمة الخاصة - الاختلاف حول طرق قيادة الحركة - الخلافات السابقة قي القيادة اتجاه القضايا المطروحة
الدور: ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل - التحضير لتفجير الثورة ( اجتماع ال22 و الستة ) - تفجير الثورة

المحطات الرئيسية لتحضير الثورة:
- ميلاد اللجنة الثورية للوحدة و العمل
- اجتماع مجموعة ال22
- اجتماع لجنة الستة و تقسيم الجزائر إلى 5 مناطق
- ميلاد جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني

قرارات مؤتمر الصومام:
- تكوين مؤسسات الثورة ( المجلس الوطني للثورة .... )
- التقسيم الإقليمي وإضافة ولاية الصحراء
- ضبط الرتب و تحديد المسؤوليات
- إقرار مبدأ القيادة الجماعية
- إعطاء الاولوية للداخل على الخارج وللجانب السياسي على العسكري
- تدويل القضية
- تنظيم الشعب

مميزات مرحلة ما بعد مؤتمر الصومام:
- تزايد العمل المسلح
- أصبح للثورة غطاء سياسي فاعل دوليا و داخليا
- أصبحت الثورة عاملا مؤثرا في استراتيجية فرنسا ( القرصنة الجوية - أحداث ساقية سيدي يوسف - المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر بحجة أن ما يحدث في الجزائر يلقى دعما مصريا )

الهيئات المنبثقة عن مؤتمر الصومام:
- لجنة التنسيق و التنفيذ
- المجلس الوطني للثورة
- جيش التحرير الوطني

ظروف بعث الدولة الجزائرية:
سياسيا: قيود اتفاقية إيفيان - مؤتمر طرابلس - المرحلة الانتقالية لتسيير شؤون الجزائر - استفتاء تقرير المصير - النشاط الإرهابي لoas
اقتصاديا: انعدام قاعدة اقتصادية - تبعية مطلقة
اجتماعيا: انتشار الثالوث الأسود - ضحايا الثورة التحريرية و مخلفاتها -

الاختيارات الكبرى للجزائر:
سياسيا: تشييد دولة عصرية - رفض كل أشكال الارتجال و الغموض و النزعة الذاتية - مناصرة حركات التحرر - اعتماد النظام الجمهوري - سياسة الحزب الواحد - الدمقراطية والتخلي عن الذاتية - رفض الاستعمار والتبعية - سياسة خارجية متحررة - العمل على تجسيد الوحدة المغاربية والعربية والإفريقية
اقتصاديا: اعتماد النظام الاشتراكي و التعاون مع دول المغرب العربي
اجتماعيا: تحقيق العدالة الاجتماعية

استراتيجية الثورة في مواجهة الاستعمار خارجيا:
عسكريا: نقل الثورة إلى الأراضي الفرنسية - البحث عن مصادر السلاح
دبلوماسيا: تدويل القضية - تأمين مصادر التمويل - مواجهة الحملات الدعائية و الإعلامية

إضراب الثمانية أيام 1957:
الظروف: تزايد القمع الفرنسي - إصرار فرنسا على فصل الثورة - دعم حق تقرير المصير للشعب الجزائري في مؤتمر باندونغ 1955 - إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الأمم المتحدة 1956
الأهداف: معرفة مدة ثقة الشعب في الثورة - القطيعة النهائية مع النظام الاستعماري - الإظهار للعالم أن الشعب مصمم على النضال - وضع السلطات الاستعمارية في موقف تدرك فيه أنها أمام ثورة شعبية
رد فعل الاستعمار: إجهاض الإضراب - القمع و العقوبات - تضليل الشعب بمناشير مضللة

دوافع قبول الجزائر للتفاوض:
- مبادئ بيان أول نوفمبر الذي فتح المجال للتفاوض
- انتصار الدبلوماسية الجزائرية
- بداية تغير مواقف العديد من الدول لصالح الجزائر في هيأة الأمم المتحدة
- عدم الاستقرار السياسي في فرنسا و إظهار نيتها في التفاوض شجع القادة على انتهاز الفرصة لفرض شروطهم على فرنسا

دوافع قبول فرنسا للتفاوض:
- تعذر انتصار الجيش الفرنسي
- تزايد نفقات الحرب
- عجز الدبلوماسية الفرنسية عن إقناع العالم بموقفها في الجزائر
- احتجاج الفرنسيين على إرسال أبنائهم للحرب
- انتقال الثورة لفرنسا
- تزايد الدعم الشعبي للثورة و انتصاراتها

أسباب مظاهرات 11 ديسمبر 1960
- مواجهة مطالب المعمرين
- الرد على دعاة الجزائر فرنسية
- إقناع فرنسا بالمفاوضات

نتائج مظاهرات 11 ديسمبر 1960:
- حوالي 800 شهيد
- عمليات اغتيال واسعة
- تأكد الصحافة الدولية من عدالة القضية الجزائرية
- خضوع فرنسا للمفاوضات


الحقائق التي أثبتها الثورة الجزائرية:
- أن الاستعمار أتى بالقوة و لن يخرج إلا بالقوة
- { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت 69.
- الانتصار على الاستعمار يبقى ناقصا ما لم تعمل الشعوب المحررة على حماية مكاسب الكفاح وتجاوز الاوضاع الناجمة عن الاستعمار

بوابة الجزائر تنفرد بنشر 'مذكرات أحمد باي'

مذكرات أحمد باي، بوابة الجزائر

مقدمة

يعتبر الحاج أحمد، باي قسنطينة الأخير، من ألمع وجوه المقاومة في الجزائر، ومن أكبر قادتها الذين أبلوا البلاء الحسن ضد جيوش فرنسا المحتلة في القرن التاسع عشر.

لقد اعترف له الكثير من الجنرالات بالدهاء العسكري، و حاول الماريشال فالي أن يتفق معه إقتناعا منه أن الرجل أهل للقيادة و لا يمكن أن يستسلم بسهولة.

و إذا كان المؤرخون الغربيون لم يعطوا له حقه، قاصدين بذلك تشويه تاريخنا الجزائري المجيد، و التمييز بين مختلف عناصر الشعب للتقليل من أمجاد ماضينا الحافل بالأمل و دوافع الأيمان بالمستقبل، فإن واجبنا نحن أن نزيح الغبار عن هذه الشخصية و أمثالها كابن سالم و ابن علال و حمدان خوجة و بومرزاق و بومعزة وبوبغلة و بوزيان و محمد الصغير بن أحمد بن الحاج ... و نخرج من طيات النسيان تلك الصفحات الخالدة التي كتبوها بدمائهم لنستوحي منها طريقنا نحو حياة أفضل.

لقد كان الحاج أحمد كرغليا، على حد تعبير المؤرخين الفرنسيين.  ولكن المنطق يحتم علينا أن نؤكد عكس ذلك، فقد ولد بالجزائر من أب ولد في الجزائر و هو الرجل الذي وهب حياته دفاعا عن هذا الوطن و لا يعرف و طنا سواه.



أما عن حياته، فإن السيد أحمد بوضربة،  عندما قدم مذكراته للجنة الإفريقية سنة 1833، يذكر بأن الباي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 47 سنة، الأمر الذي يجعلنا نحدد تاريخ ازدياده بعام 1786.  و قد كان يسمى باسم أمه فيقال الحاج أحمد بن الحاجة الشريفة.

و هي من أسرة بن قانة المعروفة في الصحراء.  أبوه هو محمد الشرف خليفة حسن باي الذي تولى الحكم بعد صالح باي المتوفى سنة 1792م.  و  أما جده فهو الباي أحمد القلي الذي حكم قسنطينة مدة ست عشرة سنة إبتدأها عام 1755م، و الذي يقول عنه الحاج أحمد المبارك في "تاريخ حاضرة قسنطينة" أنه رجل عاقل صالح عليم بتسيير شؤون البلاد.

و قد نشأ أحمد في بيت أخواله، فشب على حياة البداوة، و تعلم الفروسية و تدرب على القتال فكان رجلا حاسما و شجاعا لا يعرف التردد عندما يجب الفصل في القضايا.

و هذه الصفات هي التي جعلت الإيالة تُعَيِّنه و هو لم يتجاوز الثلاثين خليفة لباي قسنطينة التي هي أكبر المقاطعات في الجزائر و أهما من عديد النواحي.

و لقد أظهر أحمد باي أثناء ممارسته هذه المسؤولية الجبارة مهارة كبيرة و خبرة واسعة في اكتساب ثقة الأهالي و ضمان تعاونهم معه بحث أنه، عندما و قع الخلاف بينه وبين رئيسه، وأمر هذا الأخير بحبسه، وجدناه يحظى بمساعدة أعيان المدينة و البايلك بصفة عامة لمغادرة المكان و التوجه إلى العاصمة بسلام.

و في منفاه ظل الباي متمسكا بسيرته الأولى، فكان يبرهن على شجاعته و تفانيه كل ما دعي للمساهمة في عمل من الأعمال.  ففي البليدة، إستطاع أن يثير إعجاب يحي آغا باستقامته و إخلاصه وخاصة بعد الدور الذي لعبه أحمد أثناء الزلزال الذي أصاب المدينة سنة 1825.  و لذلك رأينا الآغا، صاحب النفوذ و السلطان آنذاك يتدخل لدى الداي و يحصل للحاج على العفو في مرحلة أولى ثم على البايلك في مرحلة ثانية سنة 1826.

و هكذا تحصل أحمد باي على هذا المنصب باستحقاق.  و بمجرد ما تسلم مسؤوليته الجديدة حتى ششرع في تنظيم الأمور و القضاء على الفوضى.  و تبين من خلال هذه الأعمال أنه قائد مقتدر له من الدهاء السياسي و العسكري ما لم يتوفر لسابقيه.  و لذلك تمكن من البقاء إثنتين و عشرين سنة على الرغم من المشاكل و المحن و المجهودات التي بذلتها فرنسا للقضاء عليه.

و سنفرد للحاج أحمد دراسة خاصة في وقت لاحق بحول الله.  أما اليوم فسنكتفي بنشر مذكراته ذات القيمة التاريخية الجسيمة.  و لقد سبق أن نشرها و علق عليها بالفرنسية مارسال أمريت في المجلة الإفريقية الصادرة سنة 1949.  و لكن المذكرات نشرت أصلا بالعربية ثم تُرجِمت إلى الفرنسية في نسختين مختلفتين في الشكل لا في المضمون إلا أننا نعتقد أن نسخة أمريت هي الأتم و إليها رجعنا لإعادة المذكرات إلى نصها الأصلي أي العربية.  و ما لجأنا لذلك إلا بعد أن يئسنا من وجود النسخة الأصلية بالعربية.

مذكرات أحمد باي، الجزء الأول

في سنة 1830 ذهبت إلى مدينة الجزائر لأداء الدنوش أو الزيارة الإجبارية التي يؤديها إلى الباشا جميع البايات مرة كل ثلاث سنوات.  كنت بايا لقسنطينة منذ أربعة أعوام، و كانت تلك هي المرة الثانية التي أقوم بهذا الواجب.  فلم أكن إذا مستعدا أي استعداد لمحاربة الفرنسيين، ومع ذلك كان الداي حسين قد أخبرني بمشاريعهم [ نواياهم بالهجوم على الجزائر ] في رسالة ذكر لي فيها أنه يجب أن أهتم بعنابة فقط. ولم يكن قلقا لا على نفسه ولا على مدينته الرئيسية [ الجزائر ].  و هكذا جئت كالعادة أحمل "اللازمة" و معي أربعمائة فارس أو أقل.  و أذكر من جملة القادة الذين اصطحبوني ولد مقران و حملاوي آغا و شيخ النغاس، قائد الزمالة، الوردي، قائد بن عاشور، و شيخ بو شناح.

و عندما حضرت بين يدي الباشا قال لي: "ليس لديكم أكثر من الوقت الكافي للخروج إلى الفرنسيين الذين سينزلون بسيدي فرج، إنني أعرف مكان النزول من الرسائل التي تصلني من بلادهم و من كتاب طُبِع في فرنسا و أرسله لي جواسيسي من مالطة و جبل طارق" ثم أضاف بأن الرسائل ترد إليه باستمرار من فرنسا و أنه على علم بكل ما يجري هناك.

غادرت مدينة الجزائر بسرعة، و اتجهت إلى المكان الذي تجمع فيه الجيش و عقدنا مجلسا لتحديد خطتنا للدفاع عن البلاد، و شارك معي في هذا المجلس الآغا إبراهيم، صهر الداي، و مطفى باي التيطري، و خوجة الخيل، و خليفة باي الغرب.

وقعت الندوة في مكان قريب من سيدي فرج، و ابتدأ صهر الداي هكذا: "يجب بناء حصون على شاطئ البحر و تزويدها بمدافع قوية حتى نمنع الفرنسيين من النزول".

و أجبت بأن هذا الرأي سديد و لكننا لا نستطيع العمل به حينا، كما تقترحون ذلك، لأنكم لا تملكون الوسائل التي تمكنكم بسرعة من إقامة الحصون التي أشرتم إليها و بالفعل فكيف تحملون إلى هنا المدافع و الذخائر الحربية التي تحتاجون إليها و ليس في سيدي فرج سوى قلعة قديمة مخربة يحتاج إصلاحها إلى شهور كاملة.  لقد استيقظتم متأخرين، و في نظري إذا، فإنه لا ينبغي أن تنهكوا أنفسكم في صد نزول الفرنسيين، و من المستحسن أن تبدوا بعض المقاومة و تهاجموهم بحيث تعرقلون النزول.

و لكننا إذا و ضعنا كل ثقتنا في إقامة التراسين و الحصون، فإنكم لن تنتصروا، لأن نيران المراكب الفرنسية ستقضي على هذه المنجزات المقامة على عَجَل وتكون أعمالكم قد ذهبت سدى.  ثم إنكم لا يمكنكم تسليح الحصون دون تعرية مدينة الجزائر التي ينبغي أن تهتموا كل الإهتمام بالدفاع عنها.

و إذا استطعنا أن نفسد خطة الفرنسيين بواسطة المعركة الصغيرة التي سنشنها عليهم أثناء النزول، فإننا نحمد الله ونشكره على مؤازرته لنا. و إذا لم نتمكن من التصدي لنزولهم، فإنه يجب على الجيش أن ينسحب إلى مؤخرة جيوش الأعداء ثم نطأ البحر من الجهة الغربية.

وتذكروا شيئا، فإن الفرنسيين يريدون إنهاء هذه الحرب بكل سرعة و إرجاع الجيش إلى أوروبا.  إنهم من بني الأصفر ذوي الوجوه الشاحبة الذين يصعب عليهم تحمل مناخ هذه البلاد.  و عندما نمدد الحرب في الزمن فمعنى ذلك أننا نحقق النصر لا محالة، و يصيب أعداءنا ما أصاب جميع الذين نزلوا هنا من قبل: إن الله كان دائما بجانب المؤمنين على الكافرين الذين يأتون لمهاجمة المدينة الموضوعة تحت حمايته.  و هذه المرة أيضا، فإنه لن يتخلى عنا.

و لاحظوا أن الفرنسيين لن يلحقوا ضررا بالمناطق التي سيمرون بها لأن أراضيها تكاد تكون غير مزروعة و ليس فيها إلا عدد قليل من المساكن و البساتين.

و إذا وثقتم بي و اتبعتم خطتي فإننا سنتجه إلى وادي مازافران، و عندها يقع أحد الأمرين: إما أن يهاجم الفرنسيون مدينة الجزائر أو يسيروا نحونا.  ففي الحالة الأولى ننقض على مؤخرتهم و نأخذ مؤونتهم و نهاجم قوافلهم فنقتل المتخلفين منهم و نعمل على قطع الإتصال بينهم و بين مراكبهم، و هذه النقطة الأخيرة سهلة جدا لأن حال البحر يتغير و لا يسمح دائما بالنزول.  أما إذا ساروا نحونا لمهاجمتنا فإن واجبنا هو أن نتجنب المعركة و نجر جيوشهم إلى ميدان ملائم و بعيد عن مدينة الجزائر التي هي هدفهم.

و إنكم لا تجهلون كم سيفقد الفرنسيون من الجنود أثناء ملاحقتهم لنا نتيجة للحرارة و قلة الماء و انعدام كثير من الأشياء الأخرى التي تعودوا عليها و التي لا يمكن أن تتسع لها مراكبهم.  هذا بالإضافة إلى أننا نكون قد حافظنا على مدينة الجزائر.  إذا فرأيي هو الرجوع إلى الوراء.

و أجاب صهر الباشا بحمية جاهلية و ثقة مزهوة في نجاح الخطة، و أن عدم مجابهة العدو ليس من عمل الرجال الشهام، و أن الله لن يغفل عن مساعدة من سيهاجمون الكفرة عند نزولهم و هم به واثقون.

و أثر هذا اللجوء إلى الله تأثيرا كبيرا على عقول الحاضرين.  و استَعْمَلتُ نفس الوسيلة و أردت حملهم على أن يتركوا تحت رعاية الإله يفعل بها ما يشاء لكنهم عارضوني و تقرر أن يسيروا لمجابهة الفرنسيين.  و هكذا شرع ببناء المتاريس بسيدي فرج، و لكنها لم تسلَّح إلا بمدافع خفيفة لعدم وجود العربات التي يمكن أن تحمل المدافع ذات العيار الكبير.

و تم النزول، و بعد انتصار الفرنسيين على مقاومتنا، تقرر التراجع و انتظارهم في سهل اسطاوالي حيث بنينا حصونا بسرعة و زودناها ببعض المدافع.  و كان الباشا قد وزع عددا كذلك منها على جميع الأعيان الذين كانوا يقودون الجيش و على من كانوا مثلي قادمين من مناطق بعيدة.  و قد خسرنا هذه المدافع في معركة اسطاوالي التي ربحها الفرنسيون.  و كان مدفعي قد سقط مرة أولى بين أيديهم، و لكنني جمعت فرساني و هاجمنا فخسرنا أكثر من مائتي جندي، و لكن الله مكنني من الإنسحاب و معي المدفع الذي أعطيت.

و بعد معركة اسطاوالي، هاجم الفرنسيون برج مولاي حسان، و كنت إذ ذاك قد انسحبت إلى المكان المسمى وادي القليعة و سقط البرج خرابا بفعل البارود، ثم استسلم الباشا للفرنسيين الذين دخلوا من غدهم مدينة الجزائر.  عندئذ إنسحبت مع فرساني إلى عين الرباط ( مصطفى باشا )، و واصلت سيري نحو جنان الباشا ( مستشفى مايو حاليا ) حيث لحق بي جميع المنسحبين، فاصبح معي ألف و ستمائة شخص.  و في مساء يوم الإحتلال إنسحبت إلى قنطرة الحراش حيث قضيت الليلة على الضفة الأخرى للوادي.

و في الغد توجهت إلى الخميس ( خميس الخشنة ) و عسكرت في الفندق.  و أثناء اليل وقع إنذار و أعلن عن ظهور طلائع الجيش الفرنسي، فركبت حصاني على الفور واصطحبت أربعين من فرساني و لكن الإنذار كان خطأ.  و واصلت طريقي، و عندما بلغت أولاد زيتون، وصلتني رسالة من الجنرال الفرنسي المسمى بورمون ( هو دوبرمون، قائد الحملة العسكرية ضد الجزائر و صاحب معاهدة 5 جويلية ).

يقول لي بورمون في رسالته: إن الفرنسيين قد خلفوا حسين باشا في الحكم، و أنني أحتفظ بمنصب باي قسنطينة إذا رضيت أن أدفع لفرنسا "اللازمة" التي كنت أدفعها للداي، أي باختصار، إذا قبلت الإستسلام.  و أجبت بأن السلطة تسلمتها من حسين برضا جميع سكان قسنطينة و مقاطعتها، و أنني راجع إلى مركز قيادتي، و إذا كانت إرادة قادة قسنطينة تتفق مع رغبة الجنرال الفرنسي، فإنني سأقبلها بكل سرور.

إنتهت هذه المفاوضات عند هذا الحد، و توجهت إلى قسنطينة عن طريق الأعمال و البيبان، ثم بلغت منطقة العوامر بالقرب من سطيف، و بعد 22 يوما من السير، منذ غادرت مدينة الجزائر، وصلت إلى المكان الذي يسمي الحامة ( حامة بوزيان حاليا ) بنواحي قسنطينة.

أثناء غيابي عن قسنطينة، دُبِّرت مؤامرة ضدي.  لقد تركت في المدينة حامية الشتاء و هي مكونة من الأتراك و اليولداش، فأراد هؤلاء الأجناد أن يقلدوا ما كان قد جرى في مدينة الجزائر و أعلنوا أنهم لم يعودوا يعترفون بي كباي و عينوا مكاني القائد سليمان، الباي الذي قاد المؤامرة بمساعدة خليفته ولد شكال محمود و عبد الله خوجة و اسطنبولي و جيمي علي و وزان أحمد و زميرلي بشير و ضبيات علي.

و عندما علموا بمقدمي، أرادوا أن يثيروا علي القبائل المقيمة في نواحي سطيف و لكنني هزمت من خرج إلي و قصدت قشنطينة التي غادرها المتآمرون ليعترضوا سبيلي، و بمجرد ما خرجوا من المدينة، إجتمع الطلبة و السكان بسرعة تحت قيادة الباشا حمبا كيمان بن عيسى و ألقوا القبض على سليمان و قتلوه أمام باب المدينة.  و هكذا لم ألاق أي عناء لاسترجاع سلطاني، و لكني أردت أن أضرب مثلا فوضعت يدي على المجرمين، و وفقا للقانون حكمت عليهم بالإعدام و نفذت الحكم فيهم.

و بعد ذلك قررت أن أضع حدا للمناورات المستمرة التي يقوم بها الأتراك و اليولداش و خشي الكثير منهم نقمتي العادلة فلتجؤوا إلى العرب.  فكتبت إلى كل الجهات أقول: "تحللوا من هؤلاء الأجانب الذين لا يحملون إليكم سوى البلبلة و يمنعون الحاكم من أن يحقق الخير الذي يريده لكم".  و وجدت هذه الكلمات آذانا صاغية فدفع كثير من اليولداش ثمن الطغيان اكذي فرضوه على البلاد زمنا طويلا.


مدرسة مازونة العلمية

مدرسة مازونة العلمية



المدرسة الفقهية التي ظهرت إلى الوجود في مدينة مازونة بالغرب الجزائري، هي رديفة المدارس المعروفة بالجزائر، بجاية، قسنطينة بإقليم الشرق، تلمسان، مازونة وهران بإقليم الغرب.

عرف الشريف الإدريسي مازونة فقال: هي مدينة بين جبل في أسفل، ولها أنهار ومزارع وبساتين وأسواق عامرة ومساكن موفقة ولسوقها يوم معلوم وهي من أحسن البلاد صفة وأكثرها  فواكه وخصب.

يرجع الفضل في بروز مدينة مازونة إلى الوجود كحاضرة علمية إلى الهجرة الأندلسية التي استقرت بها فأسست بها هذه الجالية الموريسكية زراعة وصناعة فأصبحت شبيهة بقراهم ومدنهم الأندلسية و ظهرت مدرسة مدينة مازونة التي أقامها الشيخ محمد بن الشريف البولداوي، وهي نموذج من نماذج مدارس الجهة الغربية من المغرب الأوسط(1).  ثم أسس الفقيه العارف محمد بن علي الشارف المازوني مدرسة تربوية بمازونة في بداية القرن الحادي عشر الهجري، وقام بالتدريس فيها إلى أن لقي ربه، ثم تجدد ازدهار المدرسة على يد الشيخ أبو طالب محمد بن علي، في بداية القرن الثاني عشر الهجري، وخلفه على المدرسة أخوان من أبرز تلامذة المدرسة هما: الشيخ محمد بن هني وشقيقه الشيخ عبد الرحمن بن هني(2).

أما أشهر طلبة هذه المدرسة فهو الفقيه العالم  محمد أبوراس الناصر المعسكري المولود عام 1150هـ/1737م بقلعة بني راشد قرب معسكر، استوعب علوم عصره وكان من طلبة مازونة النجباء، توفي عام 1238هـ/17 أبريل 1823م.ترك ثروة فقهية وعلمية كبيرة وسلسلة طويلة البعض مفقود والبعض مخطوط، فقد خلف وراءه مائة وستة وثلاثين مخطوطة بين قصيرة وطويلة، ولم يطبع منها إلا اثنان(3). الأول: فتح الإله ومنته في التحث بفضل ربي ونعمته أو حياة أبي راس الذاتية والعلمية، نشره محمد بن عبد الكريم الجزائري رحمه الله بالجزائر عام 1990م والسيرة في حوالي 185 صفحة من الحجم الكبير، وهي سيرة مميزة تدخل في باب السيرة العلمية، وهي تجربة غنية صادقة عن حواضر وأعلام الجزائر في عصر أبي راس الناصر المعسكري، وهو الذي عاصر قرني المصاعب والكوارث خلال القرنين الثامن عشر وعقدين من القرن التاسع عشر، والكتاب الثاني/عجائب الأسفار وقد طبع مترجمًا إلى الفرنسية من طرف السيد أرنو.نشر كاملا عام 1885م، بعد أن نشره على حلقات في المجلة الإفريقية.

ومما يبرهن عن أهمية مدرسة مازونة الفقهية ما جاء على لسان أبي راس الناصر قال سألني الشيخ محمد بن لبنة عن وجهتي، فقلت له ذاهب إلى مازونة، قال لما؟ قلت: لقراءة الفقه، فقال: والقرآن؟ فقلت له: نعرفه بأحكامه وأنصاصه وما يتعلق به، فحفظت في مازونة مختصر خليل وفهمته معنى ولفظًا في عامي الأول، ثم قرأت للطلبة الفرائض، وتتلمذ على الشيخ العلامة الناصح محمد بن القندوز المستغانمي(4)، الذي تتلمذ عليه محمد بن علي السنوسي المستغانمي بعد أن حفظ قدرًا من الكتاب والفقه على يد كفيلته العالمة الفاضلة عمته فاطمة في بوقيرات،وكان هذا العالم الفذ سيدي محمد بن القندوز قوالا للحق فقتله الباي حسن، مما أدى إلى هجرة السيد السنوسي الكبير الفقيه مجدد سيرة محمد بن عبد الوهاب بالغرب، في ليبيا والجزائر وتشاد والصحراء الكبرى.
وممن درس وتخرج في مدرسة مازونة الشيخ عدة بن غلام الله مجدد الطريقة الشاذلية ومؤسس الزاوية في جبل محنون بضواحي تيارت، منهم محمد بن العالم قاضي منطقة بركان، والمأمون بن العالم باش عدل وجدة، بالمغرب الأقصى.

أبو راس الناصر شخصية علمية محترمة صال وجال مشرقًا ومغربًا، ومحمد أبو راس الراشدي المعسكري(1165ء1238هـ/1751ء1823م) وما يعنينا أنه ممن اتهم بانتمائه إلى ثورة درقاوة على السلطة العثمانية عام 1217هـ/1802م وهو من وجهاء وأعيان الجزائر في عصره وقد كتب(درء الشقاوة في حروب درقاوة) وهي الحروب التي عرفت أيام ولاية مصطفى باشا على الجزائر.وأشار إلى ثورة درقاوة، وهي ثورة عنيفة كادت تعصف بالسلطة العثمانية، وقد تكون الثورة بإيعاز من سلاطين المغرب، وقد ألف فيها أبو راس كتابًا هو في حكم المفقود(5).

لقد كانت مازونة مدرسة و حاضرة فقهية، فاستمرار البحث في تراث هذه الحاضرة التي كانت في يوم ما عاصمة بايلك الغرب الجزائري يقودنا ربما إلى العثور على مصادر دفينة تمكننا من سد فجوات كبيرة في ميراثنا الفقهي خاصة والعلمي عامة. 

(1)- Belhamissi(m), Mazouna, une petite ville, une langue histoire, Alger, SNED,1982.P:49.
حنيفي هلايلي، الموريسكيون الأندلسيون في المغرب الأوسط خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، رسالة ماجستير مخطوطة، إشراف: أ.د.عبد الحميد حاجيات، جامعة وهران، كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية، قسم التاريخ، السنة الجامعية 1999-2000م.ص:199.

(2)- د.بوعبد الله غلام الله، نظرة عامة على التعليم الأهلي في سهل الشلف خلال النصف الأول من القرن العشرين (أعمال الأسبوع الوطني الثالث للقرآن الكريم) الجزائر، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف 1424هـ/ 2003م ص:37.

(3)- راجع مؤلفات أبي راس الناصر/ محمد أبو راس الجزائري، فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته(حياة أبي راس الذاتية والعلمية) حققه وضبطه محمد بن عبد الكريم الجزائري، تقديم د.أبو القاسم سعد الله، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1990م.ص:21. يحيى بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، الجزء الثاني، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1995م.ص:234-244.

(4)- أبو راس الناصر، فتح الإله(سيرة أبي راس) ص:20-21.

(5)- انظر: أبو راس الجزائري، فتح الإله ومنَّته في التحدث بفضل ربي ونعمته،(مقدمة الدكتور أبو القاسم سعد الله)د أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، الجزء الأول، ص:222.عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، الجزء الرابع، ص:569 وما بعدها. د.محمد الأمين بلغيث، الشيخ محمد بن عمر العدواني، مؤرخ سوف والطريقة الشابية، الجزائر، مارس 2002م.ص:76.