728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    كلمة بوابة الجزائر - ثورة نوفمبر المجيدة و معجزة الإيمان

    كلمة بوابة الجزائر - ثورة نوفمبر المجيدة و معجزة الإيمان


    نُشِر يوم 31 أكتوبر 2014


    كان الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 تاريخ انطلاقِ رصاصةِ الغضب في الجزائر رفضًا للمستعمِر الفَرَنسي.  لم تكن ثورة عفوية ولم تكن ثورة تحركها القنوات الفضائية وشبكات التواصل الصهيونة ودفاتر شِيكات الأمراء.

    لم تكن إعلانا للحرب من أجل الحرب أو خلق الفوضى، بل كانت ثورة لها هياكلها و منهجيتها و انضباطها. فانطلقت لتعطي دروسًا في رد الإعتبار، وكرامة النفس وعزة الإنعتاق من نير العبودية و الإستغلال. 

    لقد كان الإسلام و لا يزال مقومًا أساسيًّا للمجتمع الجزائري، و كان الحاجز المنيع الذي حال دون ذوبان الهوية الجزائرية في الكيان الإستعماري لمدة زادت على 130 عاما. فكان المحرك الخفي والظاهر والطاقة الكامنة لمجاهدي جيش التحرير.

    إنفجر بركان الإيمان بالله و قدرته على نصر المؤمنين المستضعفين، من قلب الجزائر، فانفجرت الثورة الشعبية في وجه المستعمر الغاشم وزلزلت الأرض من تحت أقدامه السوداء رغم عدم التكافؤ النظري للقوى والتجهيزات.

    لم تستطع جيوش فرنسا العسكرية ولا الدبلوماسية ولا الدعائية ولا سياسات القمع والإغراء من النيل من عزيمة شعب صقلته المحن والتجارب فاستعصى على المستعمر اسغفاله وترويضه.  ثورة تبناها شعب فأنجبت من الأبطال ما لا تسعه مؤلفات، فمنهم من مات في ساحات الوغى ومنهم من مات تحت التعذيب ولم يبح بسر ومنهم من قُدِّم للمشنقة مبتسما ومنهم من مشى راجلا حافيا جائعا لأيام ليلتحق باجتماع أو فصيلة ومنهم من عاش ليرى جزائره حرة و لم يرجُ لجهاده أجرا إلا من خالقه.

    لقد تغير الزمان اليوم وتغيرت معه الوسائل والتكنولوجيات والمسميات، وتعددت الأقنعة، ولكن المتربص الحقود واحد و لا زال حاضرا.  بل وحد صفوفه ودخل في تحالفات أشد فتكا بضعيف هذا العالم.  فتعلم من ماضيه الإمبريالي وأصبح يتحاشى المواجهات المباشرة والفاتورات المكلفة.  فألبسنا شيعا وأحزابا و أقليات يضرب بعضها رقاب بعض، وسخر أموال سفهاء الأمة وعملائها لخدمة مشاريعه التدميرية والتوسعية والإستعلائية.  فأصبحنا نسمي الخراب ربيعا، والفوضى ثورةً، واقتتال أبناء الوطن الواحد والدين الواحد حِراكا شعبيا، وسيطرة المال الأجنبي على السياسات المحلية و الأحزاب ديمقراطيةً، وضاعت الحقائق في زخرف القول و نفاق القائل.

    نحن أمَّةٌ ما زال الخير فينا ينبض بدم الحياة، ويتمتَّع بمقومات الوجود، غير أنَّ وجودنا هذا اعتَراه ما يعتَرِي المعتل من ضعفٍ وانحرافٍ فور نسيان العهود و الإنشغال بجمع الثروات والإستئثار بها على حساب العدالة الإجتماعية و بناء الدولة القوية التي لا تزول بزوال الرجال، التي هي من مبادئ ثورتنا.

    إذا لم يتمَّ تدارُك الموقف، و من خِلال حِرص الدُّوَلِ الصهيو - غربية على تفتيت ما يمكن تفتيته من أمتنا ومكاسبنا لبَسْطِ سيطرتهم أكثر على العالم الإسلامي، فالسِّياق التاريخي اليوم يوحي بخطر وشيك و تقسيم فسيفسائي لدولنا لا يراد لها بعده أن تقوم لها قائمة.  فأوفوا بالعهود وصونوا الأمانات واحفظوا تاريخكم الذي كتبه أسلافنا بالدم و التضحيات الجسام. 

    إنَّ نداءنا من هذا المنبر الجادِّ هو قراءةٌ للأحداث قراءةً واعية، وأخذٌ للحيطة والحذر ممَّا يُحاك ضدَّ المسلمين، واليقين بضرورة توحيد الصفوف وطرح الأنانيات والخلافات جانبا وإعادة توجيه العناية إلى رتق الفتق قبل اتِّساعه، وتدارُك العلَّة قبل استِحكامها. 

     عاشت الجزائر حرة مزدهرة موحدة و عاش المسلمون في أوطانهم آمنين.

    بوابة الجزائر

    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: كلمة بوابة الجزائر - ثورة نوفمبر المجيدة و معجزة الإيمان Rating: 5 Reviewed By: أقطار المغرب الكبير