وزارة التربية الوطنية الجزائرية وتعميم تعليم اللغة الفرنسية

قدور بن غبريط رفقة الماريشال ليوتي، السلطان مولاي يوسف ومحمد المُقري
 
  
  نُشِر بتاريخ 30 جويلية 2016م
 
لمذا تُبعث اللغة الفرنسية بقوة في الجزائر من خلال المنظومة التربوية  وبعض رجال الأعمال رغم عدم توفر الأسباب الموضوعية؟

باختصار نقول أن التغييرات التي تقوم بها وزارة التربية في الجزائر هي تنفيذ للمقترح رقم 8 و 10 الذي ورد في تقرير "جاك أتالي" للرئيس الفرنسي في أوت 2014م، بينما يقوم بعض رجال الأعمال بمحاولات لتنفيذ المقترح رقم 3 من نفس التقرير.

اللغة الكونية اليوم هي اللغة الإنكليزية، فهي لغة الإعلام والإتصال والتجارة والملاحة والسياحة والدبلوماسية والتكنولوجيا الرقمية ... فالتحكم في هته اللغة له منافع عدة من أكثرها أهمية التطور الإقتصادي من خلال الإنفتاح على المعارف وأدوات العصرنة أو من خلال توسعة طيف التواصل مع شركاء إقتصاديين في مختلف ربوع العالم ونسج علاقات نفعية متبادلة معهم.

فلماذا ينحى مسؤولو التربية الوطنية في الجزائر منحىً مختلفا عن بقية العالم ويفرضون الفرنسية لغةً للعلوم على الطلبة وإطارات التربية مفضلينها على اللغة الإنكليزية رغم التبعات الثقيلة على مستوى التطور العلمي والنمو الإقتصادي للبلاد؟  فالتأثير الثقافي الفرنسي منحصر جدا ويكاد يقتصر على بعض الدول الإفريقية المتقهقرة علميا واقتصاديا والغير مستقرة سياسيا.

حتى لا أطيل عليكم، الجواب على هته الأسئلة نجده في التقرير الذي رفعه جاك أتالي إلى رئيسه فرانسوا هولاند في أوت 2014م والذي يحمل عنوان "الفرانكوفونية والفرانكوفيلية، محركان للنمو المُستدام" جاء فيه مايلي :
 
  •  يزيد التبادل الإقتصادي بين بلدين يتقاسمان نفس الروابط اللغوية ب65% على نظيره الذي لا توجد به روابط مماثلة.
  •  إذا لم تقم السلطات الفرنسية ببذل المجهودات الضرورية، فسينكمش الفضاء "الفرنكوفيلوفون" نظراً لمنافسة اللغات العالمية والمحلية لها.
  • أفول الفركوفونية يترتب عليه خسائر إقتصادية للمؤسسات الفرنسية من خلال انكماش أسواقها، كما سيكون من نتائجه انهيار القانون القاري لصالح قانون الأنكلوساكسون للأعمال، كما تنخفض جاذبية الثقافة والجامعات والمنتوجات الفرنسية.
 
للخروج من هذه المُعضلة  ولتطوير "فرنكوفونية اقتصادية" ، يقترح تقرير "أتالي" ثلاثة وخمسين إجراءً مهيكلا حول سبعة محاور وهي :

 
المحور الأول :

التكثيف من عروض تدريس اللغة الفرنسية والمواد الأخرى بالفرنسية في كل العالم. ومن أهم مقترحاته :
المقترح رقم 3 : إنشاء مدارس خاصة للتدريس باللغة الفرنسية [ لنربط هذا بمحاولة رجل أعمال مشهور فتح جامعتين للتدريس حصريا باللغة الفرنسية مباشرة بعد نشر هذا التقرير]

المقترح رقم 8 : مساعدة الدول الإفريقية الفرنكوفونية على تدريس الفرنسية لكل شرائح مجتمعاتهم وفتح أبواب التمدرس بهذه اللغة لهم [ لنربط هذا بتعديلات وزيرة التربية الأخيرة]

المحور الثاني :

دعم وتوسعة التأثير الثقافي الفرنسي من خلال بناء المقاولات الفرنسية لقاعات سينما تعرض الأفلام الفرنكوفونية في إفريقيا.

المحور الثالث :

التركيز على تطوير سبع قطاعات مفصلية مرتبطة بالفرنكوفونية قصد الرفع من وتيرة نشاط الإقتصاد الفرنسي وهي :

المقترحات 22 إلى 35 : السياحة، التكنوليجيات الرقمية، الصحة، البحث والتطوير، المالية، البنى التحتية، القطاع المنجمي.

المحور الرابع :

المقترح 36 :
اللعب على وتر جاذبية الهوية الفرنسية لزيادة صادرات المنتوجات الفرنسية وكسب فرنكوفيليين جدد.

المحور الخامس :

المقترحات 37 إلى 46 :
تسهيل تنقل الفركوفونيين والفرنكوفيليين و هيكلة شبكة المؤثرين منهم.

المحور السادس :

المقترح :
إنشاء إتحاد فرنكوفوني للقانون وضبط المعايير.

المحور السابع :

المقترح 53 في التقرير :
مشروع إنشاء إتحاد فرنكوفوني مندمج على غرار الإتحاد الأوروبي.
 
 
بوابة الجزائر
 

زيارة إلى برلمان 'المعتوهين' في الجزائر!

النواب الجزائريون يصادقون على مشروع تعديل الدستور في 7 فيفري 2016
 
 
نُشر بتاريخ 22 جويلية 2016م


بقلم فيصل زقاد، كاتب جزائري
 
وأنا اتصفح إحدى الجرائد الجزائرية انتابتني موجة غضب شديدة، جراء الخبر الذي قرأته عن نواب الأغلبية الذين طالبوا الحكومة بزيادة المنح، للحصول على تقاعد مريح، رداً للجميل، بعدما صادقوا على الدستور الهزيل الذي بقي حبيس أدراج قصر "المرادية"، وأصدقكم القول إنني أردت أن أفعل شيئاً أقوله لكم باللهجة العامية الجزائرية، حتى يصلكم شعوري يقيناً "حبيت نندب بالقرداش" على ما وصلت إليه الجزائر من بؤس وهوان.
 
لهذا ارتأيت أن أخصكم بزيارة (سياحية) خاطفة إلى مقر البرلمان الجزائري، حتى أمكنكم من التعرف عن كثب على ممثلي الشعب ولسان حاله، الذين لم تعجبهم رواتبهم (الزهيدة)، فقد شعروا "بالحقرة" التي طالتهم من الحكومة، رغم الجهد الذي بذلوه، خلال أسوأ فترة برلمانية شهدتها الساحة السياسية في تاريخ الجزائر المستقلة.
 
وقبل أن نبدأ جولتنا بالبهو، من واجبي أن أنصحكم بوضع أقنعة الأكسجين حتى لا تزكموا أنوفكم جراء الروائح الكريهة المنبعثة منه، والتي تشبه لحد بعيد رائحة "الجيفة"، أكرمكم الله.
 
طبعاً إذا عُرف السبب بطل العجب، والسبب بسيط جداً: إنها رائحة التزوير و"الشكارة" التي طبعت هذه العهدة بامتياز.
 
عند ولوجنا لقاعة الجلسات فستصدمون بعدد الحاضرين، لأنكم ستجدونها خاوية على عروشها بسبب انشغال معظم النواب بأمورهم الخاصة، بربكم لا تسألوني عن مشكلات المواطن، فهي آخر اهتماماتهم!
 
ستجدون في القاعة دمى بها أيادٍ مرفوعة ورؤوس مطأطأة، ليس باستطاعتها اقتراح مشاريع قوانين، والغريب في الأمر أن جميعهم ينتقدون بشدة متناهية المشاريع المقدمة من طرف السلطة التنفيذية، وقد يصل الأمر ببعضهم حتى التشابك بالأيدي، والضرب تحت الحزام، وعندما تأتي المرحلة الحاسمة، وهي مرحلة التصويت، ترفع الأيادي وبكل شجاعة وإقدام يصادقون عليها بالإجماع، من دون تغيير حرف أو فاصلة من هذه المشاريع، بل وفي بعض الأحيان تتم المصادقة عليها حتى في غياب النصاب القانوني.
 
ما يعجبني في قبة البرلمان هي تلكم الحركية المنقطعة النظير التي تطبع نهاية الجلسات، فالكل يتهافت لمصافحة الوزراء وطلب أرقام هواتفهم المغلقة وأخذ صور تذكارية مع ءمعاليهمء ليتباهوا بها عند رجوعهم إلى مداشرهم وقراهم التي هجروها ولا يتذكرونها إلا في الحملات الانتخابية.
 
قبل أن أنسى بعض الدمى (عفواً بعض النواب) لم تطأ أقدامهم أروقة البرلمان منذ جلسة تثبيت العضوية، والبعض الآخر ابتلع لسانه، فهناك نواب، (و كم هم كثيرون)، لم يقدموا ولا مداخلة واحدة منذ بداية العهدة.

في الأخير، أتمنى أنني قد وفقت ولو بالقدر اليسير في مهمتي كدليل سياحي إلى برلمان "المعتوهين"!

متعة القراءة داخل الوسط المدرسي

متعة القراءة داخل الوسط المدرسي
 
 
 
 
واصلت صبيحة أمس، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، برنامج زيارتها في اليوم الثاني لولاية الأغواط، وكانت الوجهة هذه المرة بإتجاه المكتبة الرئيسية البشير الإبراهيمي التي إحتضنت اليوم التقييمي للعملية النموذجية، حيث إطلعت على الإستراتيجية المحلية المتبعة في مجال تعميم القراءة أوساط المتمدرسين.
 
أشرفت الوزيرة على افتتاح فعاليات يوم دارسي حول «متعة القراءة داخل الوسط المدرسي»، حيث تابعت شروحات ومداخلات من طرف أساتذة ومختصين في الميدان وكذا مفتشين ومدراء حول عملية القراءة في الوسط المدرسي، كما تم عرض دروس نموذجية من طرف أساتذة وتلاميذ لشرح أكثر عملية تشجيع وحث التلاميذ على القراءة الممتعة في الوسط المدرسي  وكذا عرض مسرحيتين باللغة العربية والفرنسية من طرف التلاميذ، وهي تجربة جديدة حسب الوزيرة يراد تعميمها عبر باقي ولايات الوطن من أجل التحكم الجيد في مناهج اللغات.

وحسب بن غبريت من المفيد تعميم هذه العملية بداية من الدخول المدرسي القادم، ما سيسمح للتلميذ فهم العالم المحيط به وسيكون في خدمته خلال الموسم الدراسي، كما أن الطفل الذي يقرأ جيدا سوف يكون من السهل له متابعة مساره الدراسي وهي من أهم الركائز التي يعتمد عليها التلميذ كما أضافت ممثلة الحكومة على أنه يجب العمل على خدمة التلميذ والمدرسة خاصة في المرحلة الابتدائية مؤكدة على التركيز على الهوية الوطنية والتراث الوطني داخل المؤسسة والتشبع بالتاريخ والهوية الوطنية وكذا إعطاء مكانة خاصة ومهمة للنشاطات اللاصفية في الوسط المدرسي.

مشروع المطالعة الممتعة والذي يتكون من أربعة محاور والذي كان من ثماره توطيد العلاقة بين المتعلم والكتاب وكذا توطيد العلاقة بين الأستاذ والتلميذ وكذا إكتساب خبرة من طرف التلاميذ وتجسيدها في الواقع والإستفادة من مهارات اللغة والكتابة وتفعيل ملكة التخيل لدى التلميذ وحب المطالعة ثمنته وزيرة التربية وقيمت المبادرة بأنها ناجحة من ولاية الاغواط وستعمم مع الدخول المدرسي عبر كامل التراب الوطني.
 

بوابة الجزائر، نقلا عن جريدة الشعب

أخطاء في تاريخ الجزائر

أخطاء في تاريخ الجزائر
 
 
بمناسبة الذكرى المزدوجة لاحتلال الجزائر واستقلالها، إرتأيت أن أتطرق إلى بعض الأخطاء التاريخية الموجودة في المقرر الدراسي خاصة والأدبيات التاريخية التي تتناول بشكل عام الإحتلال الفرنسي للجزائر.
 
الخطأ الأول : حادثة المروحة سبب من أسباب الإحتلال الفرنسي للجزائر.
 
يُعتبر هذا خطأ لأن حادثة المروحة ليست سبباً وإنما هي نتيجة.  وهذا مهم جدا لأن كل درس من دروس التاريخ الذي يرجى منه معرفة الأخطاء لتفاديها مستقبلا يقتضي تشخيص الأسباب ومعرفتها لاستئصال الداء لا معرفة النتائج.

ما هو السبب إذاً؟

للأسف، السبب مازال قائما حتى بعد مضي أربعة وخمسين عاما على الإستقلال الرسمي للجزائر وهو "التخلف".

يقول عميد المؤرخين الجزائريين ابو القاسم سعد الله رحمه الله : "... والأمر كذلك بالنسبة للجزائر، فمؤرخوها يطلقون بالتبعية على العهد العثماني فيها (العصر الحديث).  بينما نعرف من كل الدراسات حول الموضوع أن "الوجق" لم يحاول أبدا أن يعيش "العصر الحديث" الذي كانت تحياه أوروبا.  بالعكس، فقد أغلق جميع النوافذ، وقبع في حدوده القديمة، مما جعل البلاد تعاني من حُكم الإقطاع وظلم الحكام والجهل والتخلف العلمي، فكانت النتيجة أن احتل جيش فرنسا الجزائر، ... وإذا نحن توسعنا في الإستعمال وتجوزنا في الحكم، نقول بأن ما وقع سنة 1830م في الجزائر، ليس احتلال فرنسا للجزائر هكذا، بل هو احتلال "العصر الحديث" "للعصر الوسيط" [مع تحفظاتي الشخصية على هذا المصطلح] أو إحتلال التقدم للتخلف".

عرش بلقيس، فلاديمير بوتين و متلازمة الإجترار

 




هل هناك علاقة بين هؤلاء الثلاثة؟ الجواب المختصر هو : نعم.  لكن كيف؟  لنرى.

المكونات:

 

1- ملكة سبأ

 

يخبرنا القرآن الكريم في سورة النمل، الآية 40، أن الذي "عنده علم من الكتاب" أتى بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى حيث يدبر سليمان عليه السلام شؤون ملكه في الشام قبل أن يرتد إليه طرفه أي أقل من لمح البصر.  إختلف المفسرون في هوية "الذي عنده علم من الكتاب" وكيفية إحضاره لعرش ملكة سبأ وجاؤوا بأقوال مختلفة، فمنهم من قال أنه رجل من الإنس كان يعرف اسم الله الأعظم ومنهم من قال غير ذلك، لكن ... عند هذا السجال توقف العقل المسلم.
 

2- فلاديمير بوتين

  
واش دَخَّل بوتين يرحم باباك، ياك رانا في قصة سليمان وملكة سبأ؟!
  
ماعليش اصبر معايا شوية!
 

طلعت علينا صحف العالم أواخر شهر جوان الفارط بخبر مفاده أن روسيا بوتين عزمت بتعليمات منه إنفاق 2.1 ترليون دولار حتى آفاق 2035م لتطوير تكنولوجيا نقل المادة دون قطع المسافات (teleportation) وجعلها أمرا ممكنا واقعا.  يقول ألكسندر غاليتسكي، أحد المستثمرين في المشروع :"تبدو هذه التكنولوجيا اليوم ضربا من الخيال، لكن أجريت تجارب ناجحة في جامعة ستانفورد على مستوى الذرات".

كما أجريت كذلك تجارب مماثلة ناجحة في جامعة "ديلفت" بهولندا سنة 2014م.  في المآل يرمي هذا المشروع إلى جعل نقل المادة على طريقة أفلام الخيال ممكنا مثلما رأيناه في "ستار تراك" Star Trek.
 

3- متلازمة الإجترار

 

صَحَّ، فهمتك ضَرْوَك، بصح واش دَخَّل الإجترار؟
 

مازلنا نفتح كتب الأقدمين (نعم، لغياب الإجتهادات المعاصرة. فحتى الإجتهادات المعاصرة ما هي غالبا إلا إجترارات لأقوال المتقدمين) ونُخرج منها خلافات الأولين لنلفظها على أسماع المتأخرين دون حاجة أو بُد، معتقدين أن ذاك هو مخ العلم ونخفي قلة الفهم وعمى البصيرة في كثرة الرواية.  فيتراشق "الصُوفِيّ" التُهم مع "القُطنّي" و "الأشعري" مع "الأصلعيّ" و "السلفيّ" مع "الخَلَفي" ... فأصبجنا كمن يحمل أسفارا ... وندعو إلى المناظرات ... لندور حول الحِمى .. ويفهمون هم قرآننا .. ويتمكنون من رقابنا .. ونعجز فنجتر .. ويستمر عصر النهضة.
 


بوابة الجزائر