نُشر بتاريخ 20 نوفمبر 2016
دروس من التاريخ :
كيف يستنسخ الروس نجاحاتهم من التاريخ.
كيف تستنسخ تركيا إخفاقاتها من التاريخ.
كيف (ولماذا) يعيد التاريخ نفسه.
لماذا حركت روسيا أسطول الشمال بحاملة طائراته الوحيدة لدخول المتوسط اليوم وكيف تسبب الأتراك العثمانيون قديما في ظهور روسيا كقوة بحرية مسيطرة في المياه الدافئة.
لنتأمل الحقبة التاريخية تلك ولنمعن النظر في التطابق :
بتحريض من الوزير الفرنسي دي شوازول Étienne-François de Choiseul من أجل منعها من السيطرة على بولونيا، أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا القيصرية في أكتوبر 1768م. فدخل الأسطول الوحيد الذي كانت تمتلكه روسيا آنذاك، وهو أسطول بحر البلطيق، البحر المتوسط ودمر الأسطول التركي في جشمة وقام بعمليات في سوريا ومصر وتوغلت الجيوش الروسية البرية إلى بلغاريا. وانتهت الحرب العثمانية-الروسية هته في جويلية سنة 1774م بمعاهدة كوجوك-كاينركا التي خرجت منها روسيا قوة إقليمية فاعلة في البحر المتوسط والشرق الأوسط زيادة على أنها تحصلت على حق الدفاع عن مصالح الرعايا الأرثودوكس حتى داخل الدولة العثمانية وأصبحت أساطيلها تبحر بحرية خلال المضائق كالبسفور والدردنيل. كما اعترفت الدولة العثمانية بعد ذلك بسنوات قليلة بحق روسيا في ضم شبه جزيرة القرم.
يعيد التاريخ نفسه لينتفع من دروسه الأذكياء ويخيب فيه الأغبياء، الذين قطعوا أوصالهم بذاكراتهم فلا يعون ماضيهم ولا يتعلمون منه ولا يعتبرون.
ولهذا فإننا ننسى وهم لا ينسون والقادم أدهى وأشدّ وبالا على الفاشلين.
بوابة الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق