شهادات لأنكلوساكسون أقاموا كرحالة أو أسرى بالجزائر خلال القرن الثامن عشر :
أولا : تفند مزاعم الفرنسيين بأنهم هم من :
- أصلح الأراضي الزراعية في الجزائر كسهل متيجة الذي يقولون عنه أنه كان يقتصر على أحراش ومستنقعات يغزوها بعوض الملاريا.
- أدخل التكنولوجيا الزراعية وأنواع الحمضيات والكروم المنتِجَة إلى الجزائر.
ثانيا : توسع هذه الشهادات دائرة الجرم الذي ارتكبته فرنسا في الجزائر ليتعداه من الآدميين إلى الثروة الحيوانية خاصة البرية والنادرة التي أبادتها.
أحوال الجزائر نهاية القرن الثامن عشر حسب شهادات الأنكلوساكسون : شهادات تفند مزاعم الفرنسيين وتكشف بشاعة جرمهم أثناء الإحتلال
شهادات جمعها "جيمس ولسون ستيفنس" في كتابه "عرض تاريخي وجغرافي عن الجزائر" والذي أهدى نسخة منه سنة 1797م إلى قنصل أمريكا لدى الجزائر آنذاك "جويل بارلو"، من رحالة انكليز زاروا الجزائر أوائل القرن الثامن عشر وأسرى أمريكيين أقاموا بها منذ سنة 1785م.
التربة، المناخ والإنتاج :
تتشكل هذه البلاد من ثمانية عشرة مقاطعة. فالمناخ جميل جدا على امتداد الساحل البحري، والهواء نقي وصاف.
ليكن في علم الجميع، أن بلاد الجزائر، والدول البربارية الأخرى بصفة عامة، كانت تسمى في ظل الإمبراطورية الرومانية بحدائق العالم. ولكي تحصل على إقامة هناك، كان ذلك يعتبر منزلة رفيعة من الأبهة.
فإنتاج تربتها يشكل مخزون السلع والمؤن التي تزود كامل إيطاليا والجزء الأكبر من الإمبراطورية الرومانية بالقمح والزيت والنبيذ. فالأرض مغطاة في أكثر الأوقات بخضرة النبات، ومنتجاتها وفيرة خاصة منها المناطق الجبلية غرب تنس، وبجاية والجزائر بصفة أخص والتي تنتج القمح والفواكه في أكمل صورة، كما أنها تزخر بأراض رعوية هائلة.
ولا تقتصر الوفرة على انتاج القمح والنبيذ فقط، فهم ينتجون أيضا التمور والعنب واللوز والتفاح والإجاص والكرز والبرقوق والخوخ والليمون والبرتقال والرمان وغير ذلك، وكميات كبيرة من الأعلاف والأعشاب ويزرعون الخضر في بساتين، كما ينبت القنب والكتان في سهولهم.
واستنادا إلى تقارير أولئك الذين زاروا هذه البلاد، فإنه يمكن زرع كل ما تحتاجه الحياة السعيدة إضافة إلى الذي ذكرناه. فلا توجد حرارة مرتفعة، فالمناخ جد معتدل، فلا حرارة الصيف تُجفف أوراق الأشجار، ولا برد الشتاء يجعلها تسقط، ولهذا فإن هذه الأرض دائمة الإخضرار.
أشجار الكروم بها كبيرة وتنتج بوفرة، وعناقيد عنبها تمتد نحو القدم ونصف القدم، وتنضج في جوان، أما في أوت فينضج ثمر التين والخوخ والرحيقاني والزيتون والجوز.
سهل متيجة
الأراضي المحيطة بمدية الجزائر جد خصبة، حدائق وبساتين وأشجار عديدة. ومن بين الأراضي الغنية في مقاطعة الجزائر، نجد سهل متيجة الكبير والمدهش بخصوبته، فهو يمتد طولا مسافة خمسين ميلا وعرضا مسافة عشرين، ويشمل العديد من الفيلات وبساتين ذات عبير وحدائق بهيجة جدا.
فالتربة تنتج وفرة من كل أنواع الفواكه اللذيذة والنباتات، والأرُزّ وكل أنواع الحبوب الأخرى التي يستمتع بها السكان مرتين في السنة، وكثيرا ما تتكرر ثلاث مرات. فسهول متيجة تنتج القمح والشعير والخرطال مرتين أو ثلاث مرات في السنة. وبطيخهم له طعم رائع، فالبعض منه ينضج صيفا والآخر شتاءً.
المعادن
وتنتج الجزائر كمية جد كبيرة من الملح الممتاز والملح الصخري، كما وجدت بها كميات جد كبيرة من الرصاص والحديد في العديد من الأماكن.
الحيوانات المستأنسة والبرية
لا يوجد لا فيل ولا كركدن في الدول البربارية، غير أن أراضيهم مليئة بالأسود والنمور والضباع والأفاعي الضخمة.
والخيول البربرية ذات قيمة وتُعادل العربية في جودتها، كما توجد حيونات أخرى ذات الحمل الثقيل كالجِمال والبغال والحمير. وخرفانهم منتجة وجسيمة وأصوافها ليست بالجيدة ولا بالرديئة، وكذلك الأمر بالنسبة للماعز.
ومن الحيوانات البرية، يوجد بها الدب والجاموس والخنزير والنيص والثعلب والقردة والأرنب وابن عرس وابن مقرض والحرباء وكل أنواع الزواحف الأخرى.
استعمال الفهد للصيد
هناك نوع خاص من الحيوانات يُدْعى "Gapard "، والذي يمكن ترويضه بسهولة، ويُستخدم للصيد مثل الكلب، ويشبه رأسه رأس هر. فقوائمه الخلفية أطول من الأمامية، وذنبه ذو شكل أنيق. ولذلك فهو ملائم لتعقب الفرائس ويُضني نفسه في طلبها، مما يجبر الصيادين على حمله على خيولهم من حين لآخر حتى يستعيد قواه. كما يوجد هناك حيوان آخر غريب بين الكلب والثعلب.
الطيور
توجد على الشريط الساحلي للجزائر كل أنواع الطيور البرية، الحجل والشماني والعقاب والصقر وكذا الطيور الصغيرة، وعصفور "Capsa " الذي له منظر رائع وتغريدة حلوة تتفوق على كل أنواع الطيور الأخرى، غير أنه لا يستطيع العيش خارج مناخه.
الأسماك
ويمتاز بحر الجزائر وخلجانه بوفرة السمك الجيد بكل أنواعه والذي كان مُفَضلا عند قدماء أوروبا.
بوابة الجزائر
0 comments:
إرسال تعليق