728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    صفحات منسية من تاريخ الجزائر : مركز بجاية الحضاري

    مركز بجاية الحضاري


    صفحات منسية من تاريخ الجزائر : مركز بجاية الحضاري


    نستعرض في هذا المقال مايلي:
    ما قاله ياقوت الحموي ساكن بغداد عن بجاية.
    ما قاله الإدريسي عن بجاية.
    ماقاله صاحب كتاب الإستبصار عن بجاية.
    ماقاله الغبريني والمسيلي عنها.
    مساهمة حوض الصومام ومنطقة القبائل في إثراء الحضارة والثقافة العربية والإسلامية.

     

    مركز بجاية الحضاري


    وصف الإدريسي أحوال بجاية في القرن الثاني عشر الميلادي فقال : "بجاية في وقتنا هذا (548ه) مدينة المغرب الأوسط، وعين بلاد بني حماد، والسفن إليها مقلعة، وبها القوافل منحطة، والأمتعة إليها برا وبحرا مجلوبة، والبضائع نافقة، وأهلها مياسير تجار، وبها من الصناعات ما ليس بكثير من البلاد، وأهلها يجالسون تجار المغرب الأقصى، وتجار الصحراء، وتجار المشرق، وبها تحل الشذوذ، وتباع البضائع بالأموال المقنطرة، ولها بواد، ومزارع، والحنطة والشعير بها موجودان كثيرا، والتين وسائر الفواكه بها منها ما يكفي لكثير من البلاد.  وبها دار صناعة لإنشاء الأساطيل، والمراكب والحرابي، لأن الخشب في أوديتها وجبالها كثير موجود، ويجلب إليها من إقليمها الزفت البالغ الجودة، والقطران، وبها معادن الحديد الطيب، وبها الصناعات، وعلى بعد ميل منها نهر يأتيها من جهة المغرب من نحو جبال جرجرة، وهو نهر عظيم يجاز عند فم البحر بالمراكب وكلما بعد البحر كان ماؤه قليلا. ومدينة بجاية قطب لكثير من البلاد، وهي قد عمرت بخراب القلعة التي بناها حماد."

    كانت بجاية في الأصل ميناء بحريا يدعى صلداي، يرد عليه البحارة منذ العهد الفينيقي، وعندما أسسها الناصر بن علناس الحمادي، سماها الناصرية، لكن المحليين غلّبوا عليها إسم أبقايث نسبة إلى إحدى القبائل البربرية القاطنة هناك حسب رواية ابن خلدون، وهي الكلمة التي صحفت بالعربية وأصبحت بجاية.

    لقد تم تأسيس مدينة بجاية بداية النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (460ه)، الحادي عشر الميلادي (1067م)، على أيدي الأمير الناصر الحمادي كصنوة لقلعة بني حماد والتي كانت بدورها صنوة لمدينة أشير.
    أسست مدينة بجاية على السفح الشرقي للجبل الذي يشرف على البحر إلى جوار مصب وادي الصومام الكبير غربا.  وعندما انتقل إليها الناصر سنة 461ه، أنشأ بها ورشتين لبناء السفن والمراكب البحرية التجارية والحربية، وقصرا لزوجته 'بلارة' بنت تميم بن المعز الصنهاجي أمير المهدية. 

    العمران


    إتسع العمران بها بعد ذلك ليبلغ واحدا وعشرين حيا، واثنين وسبعين مسجدا، ومائة وخمسين ألف ساكن، وقصور، وحمامات، ودكاكين، ووكالات، وكتاتيب، وورش لصناعة الخشب، والأدوات الطينية والنحاسية، والحديدية، والحلي الفضية والذهبية. ونشطت بها صناعة الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي وكذلك الشموع والجلود والنسيج والطرز وصناعة الورق ونسخ الكتب.
    كما أتحف معمارها قصور مثل قصر اللؤلؤة وقصر أميمون وقصر الكوكب وقصر بلارة وقصر الرياض البديع الغربي وقصر الرياض الرفيع الشرقي.

    وصف صاحب "الإستبصار في عجائب الأمصار" قصر اللؤلؤة فقال : "وفي بجاية موقع يُعرف باللؤلؤة، وهو أنف من الجبل قد خرج في البحر متصل بالمدينة فيه قصور من بناء ملوك صنهاجة، لم ير الراؤون أحسن منها بناءً ولا أنزه موضعا، فيها طاقات مشرفة على البحر عليها شبابيك الحديد، والأبواب المخرمة المنحنية، والمجالس المقرضة المبنية حيطانها بالرخام الأبيض، من أعلاها إلى أسفلها، قد نقشت أحسن نقش، وأنزلت بالذهب والأزورد، وقد كتبت عليها الكتابات المحسنة، وأنزلت بالذهب، وصورت فيها الصور الحسنة، فجاءت من أحسن القصور منزها وجمالا."

    الثقافة والفكر


    شهدت بجاية، من العصر الحمادي إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادي، حركة ثقافية وفكرية هائلة، ونبتت بها معاهد ومدارس ومساجد جامعة ذات صيت وشهرة، ونبغ بها علماء أجلاء وشعراء فحول وعلماء متضلعون في الفلسفة والحكمة وعلم التوحيد والمنطق ولُغَويون ومُحَدثون ورياضيون مبتكرون.  وكان طلبة العلم يفدون عليها من أنحاء العالم الإسلامي وبلدان أوروبا كإيطاليا واليونان وفرنسا.

    ذكر صاحب "معجم البلدان"، ياقوت الحموي، بجاية فقال بأنه حتى العوام والعُمي كانوا يحفظون كتب البخاري والمدونة والموطأ والتلقين عن ظهر قلب ويشرحونها للناس من ذاكراتهم.

    كما قال أبوحامد الصغير المسيلي بأنه كان ببجاية أطباء وفلكيون كما كان بها تسعون مفتيا أواخر القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.

    وترجم الغبريني في كتابه "عنوان الدراية" لأكثر من مائة وعشرة من العلماء ممن أنجبتهم بجاية أو وفدوا إليها من الأصقاع البعيدة، منهم الفقهاء والأطباء والفلكيون والرياضيون والفلاسفة والمحدثون وغيرهم ممن استقروا بها زمنا ينهلون ويعلمون ويؤلفون مثل ابن خلدون وسيدي الهواري وسيدي بومدين.

    مساهمة حوض الصومام ومنطقة القبائل في إثراء الحضارة والثقافة العربية والإسلامية


    يشمل الحوض الحضاري والثقافي لبجاية رقعة جغرافية واسعة أنجبت أعلاما ويشمل منطقة الصومام وجبال البيبان وجرجرة والحضنة وما جاورها.  وساهم هؤلاء الأعلام في إثراء الحضارة العربية والإسلامية إثراءً واسعا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:  الفقيه الفضل بن سلمة البجائي (319ه) والأديب المؤرخ محمد بن حمد الصنهاجي (628ه) والنحوي اللغوي يحي بن معطي الزواوي (628ه) والعالم ابراهيم بن فائد الزواوي (857ه) والعلامة أحمد الغبريني (644ه) والعالم المجتهد عبد الرحمن الوغليسي (864ه) وغيرهم ممن يطول ذكرهم.


    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صفحات منسية من تاريخ الجزائر : مركز بجاية الحضاري Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate