من هو الشريف بوشوشة؟
هو محمد بن التومي بن إبراهيم الملقب ب بوشوشة. ولد بمنطقة الغيشة بالقرب مـن آفلو سنة 1826 أو 1827م حسبما ذهب إليه المؤرخ يحي بوعزيز. سجنته السلطات الإستعمارية ظُلما سنة 1862م لمدة عام بسجن بوخنيفيس بسيدي بلعباس. لكن هذا الإجراء التعسفي زاد من سمعته فأصبح لدية أتباع أخذوا يلتفُّون حوله.
مراحل ثورة بوشوشة
مرحلة التحضير : 1863-1869م
بعد خروج بوشوشة من السجن بدأ التحضير للثورة حيث اتصل بثوار أولاد سيدي الشيخ الذين تقربوا منه وحاولو منحه قيادة نصف جيشهم ولكنه رفض. ثم رحل إلى طرابلس الغـرب سنة 1864م ربما لجمع السلاح والمال أو أخذ التزكية من الطريقة السنوسية التي كان ينتمي إليها. وعند عودته إلى الجزائر، زار عدة مناطق كورقلة ووادي ريغ والأغواط وتوات، كما اتصل بعدة قبائل مثل الشعانبة والمخادمة وبني ثور. وفي عين صالح، بايعه الشعانبة زعيما للثورة على فرنسا.
مرحلة الإنتصارات : 1870-1872م
بعد المبايعة، أعلن بوشوشة الثورة وتحرك باتجاه المنيعة ودخلها في أفريل 1870م بعد أن قبض علـى القائد جعفر، المعيَّن من طرف فرنسا . وفي الخامس من مايو وصل نواحي متليلي التي لم يقاومه أهلها، فغادرها عائدا إلى سبسب حيث لحقت به كوكبة من قوم الأرباع تحت قيادة قائـد مخـزن الأغواط، لخضر بن محمد، فاستطاع الثوار الإنتصار عليها يوم 11 مايو. بعد هـذا التحـرك السريع، عاد بوشوشة إلى عين صالح التي مكث بها عشرة أشهر دون نشاط عسكري يُذكر : من مايو 1870 إلى مارس 1871م.
وخلال هذه الفترة، أرسل جماعة من سكان ورقلة رسالة إلى الثوار جاء فيها: "..لا تبقوا يوما واحـدا، أقـدموا بخيامكم، أحضروا بوشوشة معكم، لم يبق فرنسي واحد، لا أحد يحكم، إلا قيادنا يعاملونا بظلم، تعالوا لتخلصونا". فعزم على دخولها وجمع أتباعه وخطب فيهم خطبة حماسية أكد فيها أن ساعة الخلاص قد حانت ومن جملة ما قـال: "..إن كنتم ترغبون فقط في السلب والنهب فلست منكم، وأما إذا عاهدتموني على أن تعطوني السيادة على ورقلة فاني أقبل قيادتكم، شريطة معاهدتي على الصبر حتى النصر أو الشهادة." سار بوشوشة إلى ورقلة فدخلها يوم 6 مارس 1871م وعيَّن عليها بن ناصر بن شهرة. وفي 8 مارس اتجه صوب غمار ودخلها عُنوة. ثم سار إلى تقرت التي شكى أهلها ظلم عمال فرنسا عليها ،عائلتي علي باي وبوعكاز، فدخلها في 13 مايو.
مرحلة التقهقر والنهاية : 1872-1874م
بدأت هذه المرحلة مع قدوم الجنرال الفرنسي دوُلاكروَا إلى ورقلة يوم 5 جانفي 1872م حيث انتقم من أهلها ونكل بقادة المقاومة وأحرق ديار وبساتين عرش بني سيسن الذين اصطفوا سابقا مع الثوار.
وبعد ذلك تعقبت قوة فرنسية بقيادة العقيد قُومْ، ثوار بوشوشة واشتبكت معهم عند المكان المسمى حاسي تمسقيدة يوم 9 جانفي، فأحرقوا سمالته وسبوا النساء والذراري واستُشهد عدد من الثوار من بينهم حفيد لبن ناصر بن شُهرة. بعد هذه الواقعة، تشتت شمل الشريف بوشوشة، فغادر بن ناصر بن شُهرة إلى تونس مع أتباعه، وانزوى الشعانبة إلى العين الطيبة جنوبا، وبقية أخرى انحصرت نحو عين صالح.
أما بوشوشة فلم ييأس، فبعد أن استجمع قواه، اتجه إلى توات وكرزاز، وتنقَّل بين البيَّض والأغواط والمنيعة محاولا إعادة تنظيم الجهاد. لكن عند محاولة الإقتراب من ورقلة، تصدى له السعيد بن ادريس أخ آغا ورقلة المُنصب من طرف فرنسا، وهزمه في جويلية 1873م فاحتمى بالجنوب وانقطع حتى مارس 1874م لكنه انهزم مجددا في معركة ملوك قرب عين صالح.
اقتيد بوشوشة بعد المعركة أسيرا إلى ورقلة ثم إلى الجزائر قبل أن ينتهي به الأمر في محكمة قسنطينة أمام المجلس العسكري الذي حكم عليه بالإعدام، فنُفِّذ فيه يوم 29 جوان 1875م. رحمه الله وكتبه في الشهداء.
0 comments:
إرسال تعليق