728x90 AdSpace

  • أحدث المواضيع

    فرنسا تحاول تكرار سيناريو إفشال ديزرتيك مع هيدروجين الجزائر نحو أوروبا

     



    د. جمال سالمي


    فرنسا لن تهدأ حتى تنسف مشروع أنبوب الهيدروجين الجزائري نحو أوروبا..

    خاصة بعد ترسيم مروره عبر كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا..

    دون فرنسا طبعا..

    ***

    تريد باريس تكرار نفس سيناريو إفشال مشروع ديزارتيك الألماني للطاقة الشمسية في صحراء الجزائر..

    ***

    لكن هيهات..

    لقد تغير الفريق الاقتصادي الحاكم في يابان إفريقيا..

    الرئيس تبون عاقد العزم على التحرر من فرنسا..

    مهما يكن الثمن..

    ***

    الهيدروجين الأخضر سيرفع حتما صادرات الطاقة إلى أوروبا..

    الحكومة الجزائرية تستهدف زيادة إيراداتها من صادرات الطاقة..

     إنتاج وتصدير الهيدروجين تصدر مؤخرا المشهد الطاقوي الجزائري..

    استحوذ على اهتمامات المسؤولين والرأي العام بمختلف اتجاهاته..

    خاصة أنّ العديد من الدول تعوّل عليه..

    كيف لا؟

    وهو من هو:

    وقود مستقبلي خالٍ من الانبعاثات..

    الهدف = تحقيق الحياد الكربوني..

    ***

    زادت الحرب الروسية الأوكرانية من اهتمام الدول الأوروبية به..

    ألمانيا تريد فك ارتباطها طاقوياً مع روسيا..

    عبر تنويع مصادر الحصول على الوقود..

    تبدو الجزائر ملاذاً طاقوياً آمناً لهذه الدول..

    فهي تقدم مزيجاً بين الغاز والنفط..

    كما الهيدروجين الأخضر مستقبلاً كطاقة متجددة..

    ما جعلها تحول بوصلة استثماراتها نحو إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء..

    بعدما ظل حبيس الوعود والأوراق منذ 2015..

    ***

    توقيع الشركة الجزائرية للنفط “سوناطراك” مع شركة الغاز الألمانية “في إن جي” اتفاقية إنشاء مشروع الهيدروجين الأخضر ضرب مصالح فرنسا في العمق..

    إذ تم تهميشها تماما..

    ***

    الغضب الفرنسي زاد عندما علمت أنه سيسمح بإنتاج 50 ميغاواط من الكهرباء..

    على أن تتضاعف الكمية بحلول 2030..

    ***

    يعد هذا المشروع أول خطوة ميدانية للجزائر في طريق استغلال طاقة بديلة وهي “الهيدروجين الأخضر”..

    بعدما ظلت هذه الطاقة المنتجة من الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية، محل الخطابات الحكومية فقط..

    ***

    للحرب الروسية في أوكرانيا سهم في هذا التطور..

    الهيدروجين تحول إلى رأس أولويات الدول الأوروبية..

    باعتباره بديلاً للغاز الروسي..

    ارتفع الطلب العالمي عليه..

    مما فتح شهية الجزائر للاستثمار فيه..

    ***

    تبقى مشكلتا النقل وكلف الإنتاج وحدهما ما يؤرق الحكومة الجزائرية.

     خط أنابيب “غالسي” بين الجزائر وإيطاليا، الذي جُمِّد قبل 10 سنوات، عاد إلى الواجهة..

    وسط خطط لاستعماله في تصدير الهيدروجين إلى أوروبا..

    يأتي الطرح الجديد للأنبوب الذي كان مخصصاً لنقل الغاز الجزائري إلى أوروبا، وسط مساعي هذه الأخيرة لتأمين احتياجاتها من الوقود خالي الانبعاثات..

    ***

    تحوز الجزائر حالياً على أنبوبي غاز يربطانها مع القارة الأوروبية..

    الأول “ترانسميد”

    يربطها مع إيطاليا عبر الأراضي التونسية..

    الثاني “ميد غاز”

    يربطها مع إسبانيا مباشرة..

    بعد توقيف التصدير عبر الأنبوب “المغاربي الأوروبي” الذي يمر عبر دولة المغرب..

     في أعقاب قطع العلاقات معها سنة 2021.

    ***

    للتذكير، نجحت فرنسا منذ عشر سنوات في نسف مشروع ديزارتيك..

    مما أثار الكثير من الجدل..

    سواء على مستوى الخبراء أو الإعلام..

    إذ كان من المفروض ان يقوم بإنتاج  الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية..

    ***

    لكن الجزائر عادت مؤخرا لبعث الروح فيه..

    عبر مفاوضات بين  “سونلغاز” والشركاء الألمان لإنشاء إطار مشاورات بين الجهتين على أسس سليمة..

    الهدف = إنجاز محطات للألواح الشمسية..

    ***

    كيف أفشل لوبي باريس داخل الجزائر مشروع ديزارتيك؟

    في الوقت الذي كانت الأنظار صوب هذا المشروع، لم تول الحكومات المتعاقبة في فترة الرئيس السابق أي اهتمام له..

    ***

    بل بالعكس، اعتبرت أنه عديم الجدوى..

    ***

    في أرشيف المشروع تصريحات غريبة لوزير الطاقة الأسبق نور الدين بوطرفة..

    قال فيها: “إن مستقبل المفاوضات التي تجريها الجزائر مع ألمانيا بشأن هذا المشروع الضخم لا فائدة من استكمالها..

    في ظل وجود فائض في الطاقة الكهربائية في معظم بلدان أوروبا”.

    وحسب أقواله دائما،  فإن الجزائر غير مستعدة لقبول مشروع “ديزيرتيك” الأوروبي الذي يهدف إلى إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية..

    بسبب أن “مجمع سونلغاز كان أجرى دراسة تقنية سنتي 2012 و2013 بالتعاون مع المركز الألماني “ديزيرت أندوستري” التابع لمشروع “ديزرتيك” وأن “الدراسة خلصت إلى ضرورة مراجعة الشروط القانونية الأوروبية المرتبطة بنشاط إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية الشمسية ومراجعة سعر بيع الكيلواط الساعي للكهرباء الشمسية في الفضاء الأوروبي والذي يبقى غير تنافسي في الوقت الحالي”.

    ***

    المشروع ونظرا لأهميته خلق الكثير من الجدل..

    سواء في داخل الجزائر أو خارجها..

    ***

    انتشرت آنذاك أخبار متفاوتة الصحة تتحدث عن صراع الماني فرنسي بشأن هذه الطاقات المتجددة في شمال افريقيا..

    ***

    من ذلك التصريح الذي انتشر عبر العديد من المواقع على لسان وزير الطاقة الألماني جاء فيه:

     “كنا نريد الاستثمار مع الجزائر في أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في الصحراء الجزائريّة، كان بإمكان الجزائر أن تزوّد أوروبا بالطاقة الكهربائية وتجني الملايين من الدولارات..

    لكن الحكومات السابقة رفضت لأن فرنسا عارضت الفكرة بشدّة..

     لكي لا تستطيع الجزائر النموّ وتنويع الاقتصاد والخروج من التبعية”.

    ***

    السفارة الألمانية بالجزائر نفت ذلك وكتبت: “التصريحات المنسوبة لوزير الاقتصاد والطاقة الألماني، السيد بيتر ألتماير، حول مشروع “ديزيرتيك” والتي نشرتها بعض صفحات الفايسبوك والصحافة الالكترونية، غير صحيحة..

    بل هي “فايك نيوز”، أي أخبار كاذبة.

    ما هو مشروع ديزيرتيك؟

    ديزيرتيك أو ديزارتيك هو مشروع للطاقة الشمسية في شمال أفريقيا..

    مقترح من قبل مؤسسة ديزيرتيك التابعة لنادي روما..

     حيث تتجاوز تكلفة الاستثمار 400 مليار يورو..

    يعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية..

    على  أن تصدر الكهرباء المنتجة من هذا المشروع إلى أوربا..

    كما تستفيد منها دول شمال إفريقيا.

    أنشئت مؤسسة ديزيرتيك في جانفي 2009

    بهدف تسريع وتعزيز تنفيذ مشروع ديزيرتيك..

    وهي منظمة غير ربحية..

    تمتلك مكاتب في هامبورغ وهايدلبرغ بألمانيا.

    وفي جويلية 2013، انفصلت مؤسسة ديزيرتيك غير الربحية عن باقي الشركاء التسعة عشر (19) الآخرين في المبادرة الصناعية، متعللة بأنها “لم تعد مرتاحة للأهداف التجارية التي عبرت عنها الأطراف المشاركة” في المشروع.

    يتضمن المشروع إقامة شبكة ضخمة متصلة من المرايا لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة حرارية تسخن زيتا خاصا يستخدم في تشغيل توربينات بخارية لتوليد كهرباء.

    سيتم نقل الكهرباء بعد ذلك إلى أوروبا عبر خط كهرباء الضغط العالي الموجود حاليا بينها وبين شمال أفريقيا. يمكن للمشروع أن يوفر حوالي 15 بالمائة من احتياجات قارة أوروبا من الكهرباء.

    ***

    تصريحات

    1 / محمد عرقاب (وزير الطاقة الجزائري) المشروع الموقع مع شركة الغاز الألمانية، ذات التجربة الطويلة في إنتاج الطاقات المتجددة، يعد أول مشروع في أرض الواقع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر..

    وهو مشروع نموذجي..

    سينتج الهيدروجين من الطاقة الشمسية وتحلية مياه البحر..

    لإنتاج حوالي 50 ميغاواط من الكهرباء..

    اختيرت ألمانيا للاستفادة من خبرتها في هذا المجال..

    مع نقل المعرفة في أقرب الآجال..

    نحن نسعى لتنويع مصادر الطاقة وهذه فرصتنا..

    نقل الهيدروجين الأخضر سيكون عبر كلّ الطرق الممكنة..

    الأمونيا الخضراء وأنابيب الغاز التي تربط الجزائر بإيطاليا..

    فالجزائر لديها إمكانيات طاقوية تلامس 2000 كيلواط في المتر المربع من الطاقة الشمسية..

    وهو رقم كبير يجب استغلاله.

    ***

    2 / مراد برور (مدير مكتب “إيمارجي” للدراسات النفطية) من واجب سوناطراك أن تكون في موقع مراقبة تكنولوجية نشطة..

    وأن تتحرك بحزم نحو الهيدروجين الأخضر، الذي سيكون بديلاً ممتازًا للطاقات التقليدية، وكذلك للاستخدامات الصناعية..

    مما سيمثل أهمية كبيرة..

    إذ أنّ إنتاج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي للمياه من مصدر غير كربوني مكلف نوعاً ما..

    لكنّه يحمل عائدات مهمة مستقبلاً إذا استحوذت الجزائر على التكنولوجيا..

    فالهيدروجين هو ناقل لا جدال فيه لتخزين الطاقة الكهربائية..

     وقادر على تقليل البصمة الكربونية لوسائل النقل وحتى للاستخدامات الصناعية..

    الجزائر تحوز ورقتين، الأولى عبر الأمونيا الخضراء..

    وهي تملك شبكة نقل جاهزة لها..

    أما الورقة الثانية، فهي أنابيب الغاز نحو إيطاليا وإسبانيا..

    إيطاليا تعتبر بوابة آمنة للجزائر لولوج القارة الأوروبية طاقوياً..

    وما معارضة روما للمساعي الأوروبية لتسقيف أسعار الغاز إلّا دليل على أنّ إيطاليا تطرح نفسها كوسيط للغاز الجزائري..

    يمكنها مستقبلاً أن تضمن توزيع الهيدروجين الأخضر عبر أنابيب الغاز..

    آخر كلمة

    حظ سعيد للهيدروجين الجزائري..

    احذروا مكر فرنسا وأتباعاها داخل الجزائر..

    لا تكرروا نفس فشل ديزارتيك..


    المصدر  :  رأي اليوم
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: فرنسا تحاول تكرار سيناريو إفشال ديزرتيك مع هيدروجين الجزائر نحو أوروبا Rating: 5 Reviewed By: Algeria Gate